الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

سكلانس 4 : تشابه علمني

سكلانس 4 : تشابه علمني


لنا أرض زراعية نملكها كإرث من جدي الأكبر ( أبو جدّي ) .. ومنذ ثلاثة أعوام تقريبا جاء بعض ( البلطجية ) وقاموا بالاستيلاء على الأرض بوضع اليد ، أو أقصد برفع المطاوي ومية النار ! كان المنطق البسيط يوحي بأن الموضوع أبسط من أن نتعرض لهؤلاء الشرذمة، وأن عليك أن تلجأ للقضاء حتى يُحَلّ الإشكال سريعا، فأنت لست بلطجيا مثلهم . الغريب الذي حدث أنهم هم الذين طلبوا النجدة ! وقالوا إن هذا الرجل ( أبي ) أخذ منا الأرض غصبا !!

كان الأمر غريبا ( كل ) الشيء .. وليس ( بعض ) الشيء كما يقولون ! وقامت مشاجرة بسيطة كنت أول ضحاياها .. واستلزم الأمر بعض الغرز في رأسي !
هل لأن لديك معارف في ( قسم الشرطة ) تستطيع أن تفعل كل هذا ؟!
استولوا على الأرض لمدة عامين ! نصبوا لهم ( عِشة ) في الأرض .. وظلوا فيها لمدة السنتين ! وفي الليل يكون موعد ( البانجو ) المفضل لهؤلاء الرعاع ! كل هذا لأن الموظف المصري ( ليس كلهم بالطبع ) يستطيع أن يصدّق على أي شيء تقوله مقابل دريهمات تتناسب مع هذا الشيء ! الأرض ( المحتلة ) لانملكها كلها، ولكن هناك جزء منها اشتراه مشتري من سنوات .. والغريب أنه يذهب ليتفاوض مع هؤلاء اللصوص أن يعطوه أرضه مقابل أن يشهد معهم في المحكمة أو أن يقف في صفهم ! قد يكون الإرهاب الذي فعلوه ببلطجتهم قد جعل هؤلاء الناس يخافون، ويحاولوا استرضاء المجرمين بأي طريقة. الموضوع استمر لمدة سنتين من العناء في أروقة المحكمة .. لدرجة أننا كنا نمزح مع أبي ونقول له : " المفروض يدّوك مرتب على إنك بتروح المحكمة كل يوم زي الموظفين " !
****

يذكرني هذا بما حدث في فلسطين

مجموعة من المحتلين تغتصب الأرض بالقوة .. بإرهاب الناس، ولذلك لم يعد غريبا عليّ أن أصدق المال يعمي الإنسان لهذا الحدّ، وكذلك عندما أسمع أن بعض الناس – وعددهم قليل – في فلسطين قد باعوا أراضيهم لليهود، من أجل أن يعيشوا في أمان .. لو لاحظت ( هرم ماسلو للحاجات الإنسانية ) فستجد أنه بعد أن يشبع الإنسان رغباته الفسيولوجية، يبحث الإنسان عن الشعور بالأمن.


****
سنتين مروا ولله الحمد .. وتم التمكين لنا بالأرض .. وجاءت قوة من المركز لتسليمنا الأرض، ومنذ شهر تقريبا مات الرجل المحتال الذي أخذ الأرض .. وهكذا هي الدنيا .. نجمع لغيرنا، ونحاسب عليه وحدنا ! ولكن الغريب أنه في هذا الأسبوع استيقظ ابن ذلك المحتال، ليفتش مرة أخرى ويريد أن يساومنا مرة أخرى على الأرض ! وكأنه لم يتعلم شيئا بعد !
****
ما أريد قوله : أنه لابد للحق من قوة تحميه كما كان يقول الشيخ الغزالي - رحمه الله – وكأنه يتمثل الآية : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) أي كما أن الباطل يتكتّل ويتجمع ليحارب الحق، علينا نحن أيضا – أصحاب الحق – أن نتجمع أيضا.. ولعل في (حلف الفضول) لنا سنداً.

وأتذكر هنا كلمة مارتين لوثر كينج : ( في النهاية، لانتذكر كلمات الأعداء،بل نتذكر صمت الأصدقاء ! )
(
In the end, we will remember not the words of our enemies, but the silence of our friends )

والشيء الثاني : أن الأمر أكبر من أن يكون صراعا على المال .. ولكنه المبدأ ( ليس كل التسامح خير ) وكما في الحديث (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن سرق من الأرض شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين ) (سنن الدارمي، صحيح البخاري، صحيح مسلم، كتاب السنن الكبرى، سنن الترمذي، مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد، مسند الإمام أحمد، مسند البزار، مصنف عبد الرزاق)
وأختم بكلمة أستاذي الدكتور أحمد خالد توفيق :

" ليست مشكلة الحياة أنها كريهة لا تطاق .. المشكلة أنها كان يمكن أن تكون أفضل بكثير "

هناك 5 تعليقات:

Khaled Selim يقول...

ألف سلامة يا ريس
والحمد لله إن الموضوع تم على خير وخلص

بس هيا دي الدنيا
وهيا دي مصر الآن
بلطجة ومناوشات على أبسط الحقوق

" ليست مشكلة الحياة أنها كريهة لا تطاق .. المشكلة أنها كان يمكن أن تكون أفضل بكثير "

حلوة جداً الجملة دي

أحمد عمارة يقول...

منور يا خالد

ومعاك حق هيا دي مصر

" من أجلك أنت "

ههههههههه

وبالنسبة للكلمة بتاع الدكتور أحمد

هوه أنا حبيته من شوية

A m A n y يقول...

هو نفس الموقف يتكرر .. هنا وهناك ، قديما وحديثا ، لنا ولغيرنا ...
تلك الأيدي العابثة بالحقوق ، والتي تتمادى في إستخدام القوة للإستيلاء على الحقوق الغير مشروعة .. بس العجيب إن ممكن يصدقوا نفسهم بعد فترة
زي الصهاينة حاليا .. بيصنعوا لنفسهم حضارة لأنهم بنفسهم أقنعوا نفسهم إن دا حقهم .... عقبال لما نلاقي القوة اللي تبطش بيهم !!!!!!

A m A n y يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
أحمد عمارة يقول...

أماني : معاكي حق

ويا رب نكون من القوة المحررة إن شاء الله بعد أن نتحرر من شهواتنا