الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

عايش على الـ notifications


عايش على الـ Notification


يفكر في أن يزيح رداء الكسل الذي يغطي جسده بالكامل ، يحاول .. ولكنه يجد نفسه كسولا أن يفعل ذلك ، يحاول أن يجد سببا مقنعا لهذا الكسل الذي يعتريه .. ولكنه لا يجد ، حتى أنه ادعى أن الأنيما هي السبب ، ولكن تحليل الهيموجلوبين قد صاح في أذنه : أن الأنيميا بريئة من كسله !


يجد نفسه ملقىً على سريره ، يسيطر عليه ذلك الإحساس بأن كل جزء من جسده قد عمل انقلابا !! وأصبح له حكم مستقل به !، لا يشعر بذلك الشعور الذي يصفه الكُتّاب الحالمون كعادتهم : " يستيقظ البطل على زقزقات العصافير وكأنها تهمس في أذنيه بصوتها العذب أن يستيقظ ، وتدغدغ الشمس أنامله ، فيقفز البطل نشيطا من فراشه مُستقبِلا جمال الحياة التي ينتظره ! " ولكن الشخص الذي أتحدث عنه يوقظه هذا الحر القاتل ! وتلك الصيحات والصخب الذي يملأ الشارع ، وأصوات تلك الكائنات ذات الثلاثة أرجل والتي تعارف الناس على تسميتها بـ " التوتوك " ، وأولئك الأطفال الأوباش الذين لا يقدِّرون أي شيء ! ولم يعد لديهم ذلك العِِطر الذي كان يسمى الحياء ! فعلا عيال مش متربية !!


يظل على سريره لفترة من الزمن ، قد تصل لساعة ! فهو لا يعلم لماذا يقفز من على السرير مثل أبطال القصص ؟ وهو أيضا لا يعلم ما هو ذلك الشيء الذي ينتظره كما يقول الكاتب ؟ وآخر ما يعرفه أنه يجب عليه أن يقتل ساعات هذا اليوم كعادته .. إلى أن يخترق النوم دماغه مرة أخرى !


*****


يبدأ يومه وهو ما يزال نائما " على نفسه " !

يحرك يده الكسولة ، لترتطم بزر جهاز الكمبيوتر .. ليبدأ يومه المعتاد .. وريثما يعود من تلبية نداء الطبيعة .. يجد الجهاز قد بدأ بالعمل .. يفتح "الفاير فوكس" ويفتح الصفحات الموجودة في الـ " Bookmarks " بضغطه واحدة فقط، وهي ميزة جميلة في الفاير فوكس .. تتوافق مع الكسل الذي هو فيه.

يحاول أن يستخرج "العماص" من عينيه المغلقتين ، ويقاوم جفنه العلوي الذي يحاول الخلود مرة أخرى للنوم على سرير الجفن السفلي .. يبحث عن نظارته التي يُضيعها كل يوم أكثر من مرة .. بعدد الصلوات التي يصليها وبعدد المرات التي يرتدي فيها ملابسه! وفي كل مرة يبحث عنها تأتي في ذهنه فكرة أن يقوم أحد الأجانب – احنا ما بنعملش حاجة – بعمل جهاز يبحث عن النظارات .. بحيث يقضي على مشكلة من مشكلات حياته الكثيرة !!

ها هو اللون الأزرق المميز للفيس بوك .. ينحرف ببصره تجاه أسفل يمين الصفحة .. ليجد اللون الأحمر الذي يحبه .. " عندي خمسة Notification بس ! " .. ويبدأ في الانخراط في قراءة بعض الـ " status " الموجودة .. تعجبه بعضها فيسلم يده للكيبورد .. ويكتب بعض الكلمات .. أو يضغط " Like " وأحيانا يجد بعض الـ " status " التي لا تعجبه ، ولكن تمر عليه بعض الـ " status " التي يريد أن يركلها بقدمه !! يتمنى لو كان هناك خيار مثل " Dislike " !


يقرر أن يؤدب صاحب هذه الـ " status " التي لم تعجبه – شخصيا - ويصفها بالـ "خنيقة" فيقوم بإيذاء صاحبها بأن يقوم هو الآخر بإضافة بعض الكلمات المخنقة هو الآخر .. مثل " طيب ! " أو " وِمالو " أو قد يستمتع بأن يحوِّر بعض حروف كلمات الاستيتس ثم يقذفها على صاحبها كما الملوتوف ! لينفجر ساعتها صاحب الاستيتس من الخنقة ! وهذا هو المطلوب إثباته !!

ويدعي أن " الخنقة بخنقة والبادي أظلم !


وإن لم تفهموا معنى التحوير الذي يفعله .. فسأوضحلكم بمثال :

يكتب أحدهم " status " : ( نادي فادي ! ) .. يقرؤها صاحبنا .. فيعتبرها خنيقة !

فيكتب له : " نادي الزمالك " أو " ضربة بضربة وال(نادي) أظلم ! " أو " نادي (مشغول) مش ( فادي ) ! " أو " (فادي) ليفر ! " .. الأخيرة تعني دهون على الكبد !

أعتقد أنه عليّ أن أكتفي بهذا المثال.. حتى لا يتحول السحر على الساحر كما يقولون .


****


في الحقيقة .. إنه يفكر أحيانا في سيكولوجية هذا الذي يفعله ؟

هو يدرك تماما أنه ليس الوحيد الذي يتذوق الأشياء الجميلة ، لكنه يعتقد أن بعض الأشياء سيئة فعلا ! ولكن لأنها " status " إحدى الفتيات .. فهي تحظى بكمّ من التقدير الساذج الذي لا تستحقه! أو أن تكون لشاب من الذين تلتف حوله الفتيات باعتباره " وااااو ... روش آخر حاجة " !!

حقيقة هو لا يحقد عليهم .. فهو راضٍ عن عقله مثله مثل أي شخص في العالم .. ويرى أنه بعقله هذا قد (اقتطف) جزءً كبيرة من (ثمرة) الفهم ! لكنه يعود ليكرر في كل وقت كلمة ثورو " ما أتفه من يجلس ليكتب ، من لم يقف ليعيش " !! ويرى أنها تنطبق عليها بالكلية !! وكأن ثورو كان صديقه المقرب ! وقد قرر أن يؤنبه على كسله ويستفزه لينهض من على كرسيّ الكمبيوتر !


ومن فرط إعجابه بعقله : أنه كان يؤلف مقالا في عشر دقائق ، ما يلبث أن يراجعه مرة ليطمئن على خلوه من الأخطاء الإملائية ويطمئن إلى الهمزات في مكانها الصحيح .. ثم يقذف به إلى الناس ليقرؤوه ! فتتعالى بعض الصيحات التي تستحسن المقال وتعتبره أن من أجمل ما قرأت في حياتها !!

هذا الإطراء جعله فترة يقنع نفسه أنه فعلا يكتب شيئا ذا قيمة ، وبعد فترة صار يصدق ذلك الإطراء على الفَور !!

ولكنه في فترة من فترات مراجعته لنفسه .. قرأ بعض المقالات القديمة !! وكانت الصدمة !!

بعدها قرر أنه فاشل ! وأن عليه أن يتأنى في حياته .. بعيدا عن الاستعجال الأرعن !!!

****

لكن صاحبنا ما زال يقرّ أن أسوء سؤال يمكن أن يوجه إلى شخص مثله – خاصة من الآباء - : " إنته بتعمل إيه على النت من الصبح ... أنا نفسي أفهم !! " محدثا بعض التغيرات في وجهه .. والتي أعتقد أنك تستطيع أن تقلدها فقط عندما تتزوج ويصبح لديك أولاد !! وليس بأي شيء آخر !!


ملحوظة : أي تشابه بين أحداث القصة وأحداث حياة أحد الأشخاص – أكيد مش أنا !! – هي من قبيل الصدفة المحضة ! ويخلق من الشبه أربعين.

هناك 8 تعليقات:

I am different يقول...

اول مره اقرا لك موضوع يابوحميد وطبعا لانى على طول على الفيس بوك وبعمل تقريبا كل الحاجات دى ماعاد انى اكتب المقال اللى انته كاتبه لانى بكسل اكتب
بس المشكله انى بكتشف فجاءه كده ان كل الناس اللى حوالى فنانين وشعراء وكتاب ورسامين وطبعا النوع المفضل لى المنفضيين
استمر ان شاء الله تبقى واحد من الكتاب المشهوريين وعلى راى الناس المنفضيين الطب مش بياكل عيش بجبنه

Hero 4 Ever يقول...

في الحقيقة تلك القصة تحمل العديد من
أوجه الشبه بينها وبين واقع الكثير منا .
إختيارك موفق .. وتصويرك رائع .
حتى أنني أحسست بالكسل عن الكتابة من شدة الإنغماس في سير الأحداث !
وكيف أن يد ذلك العابث ترتطم بجهازه ليعمل بمحض قوة الكسل ! وضعف الإرادة لإيقاف يده في الوقت المناسب !
أما مسألة تأليف المقالات والكتابات فإن كان الهدف منها نيل الإطراء والإستحسان فهو حقا ًفمة التفاهة .
ولكني أرى أن أفضل وسيلة لفهم ( سيكولوجية )الطرف الآخر ليست بالتواصل معه بقدر ما هي بقراءة أفكارهالتي تركها تنساب بدون قيود على شكل كتابات موجهة لأفراد من حياته .
وربما هذا هو الجانب الإيجابي الوحيد لتلك الكتابات العابثة التي أصبحت تطغو على الفيس بوك .
نهاية أود ان أضيف أن هناك من إنتقل لمرحلة أخرى .. ولم يعد فقط ينتظر الـ Notifications ... بل وأصبح يعض الأنامل منتظرا الـ Friend Request كذلك .
سكلانس رائع .. لو كنت قرأته صباحا قبل يومي المتعب لكنت حظيت بالمزيد من النشاط بفضل الكافيين المركز P:
عذرا على الإطالة .. ولكن وجب التعليق
تحيـــاتي

محمد بسيوني
Mohamed Basiony

A m A n y يقول...

جميلة جدا ومبتكرة ، ليست من الأوراق التي يكتبها صاحبنا ويتفاجئ بعد فترة أن عبارات الإعجاب بها كانت على لا شئ ...

لكن فعلا أسلوب مشوق جدا من بدايته ، والمهم إنها بتمس واقع كبير مننا .. حتى لو ليست الأحداث بالضبط إلا أن بعضها لابد أن يكون ذا صلة بنا ...
مشكور يادكتور

أمتعتنا كتاباتك

أحمد عمارة يقول...

iam different

تسلم إيدك .. وزي ما انته عارف " ربك ميز كل واحد منا بحاجة ... " وكل واحد يحاول يشوف فين سكته ويعمل منها حاجة مفيدة

بالنسبة لموضوع إن الطب ما يأكلش عيش بحبنة .. فدا تقريبا حقيقي خصوصا لو الجبنة دي من الجبن اللي ما باعرفش أنطق اسمها !!

وابقى عرفني بنفسك .. عشان يبقى بيننا تواصل

شكرا

أحمد عمارة يقول...

محمد بسيوني

انته من الناس اللي عجبتني دماغهم ..
من غير ما اشوفهم

أنا حقيقة باواجه نفسي بعيوبي اللي باحاول أتخلص منها .. ومنها كان الموضوع دا ... وفعلا حياتي محتاجة تتعدل عن الوضع الحالي .. ودي كانت فكرة السكلانس

أشكرك على الإطراء الجميل بتاعك
ولنا لقاء عما قريب إن شاء الله

سلمت من كل أذى

أحمد عمارة يقول...

باشموهندسة أماني

دمت قارئة جيدة

KEBLAWYAT يقول...

بتهزر يا عماره

أول مره أشوف مدونتك

انت عارف رأيى طبعا عشان كده مش هقوله


موضوع جامد

أحمد عمارة يقول...

قبلاوي

منور هنا وهناااك