الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

الواحدة بعد منتصف الليل

الواحدة بعد منتصف الليل


إنها الواحدة – بعد منتصف الليل – الشوارع مزدحمة بالصمت ، مصابيح الإضاءة تنفث بعضا من ضوئها محاولةً تبديد ذلك الظلام الذي يغطي الشارع، الجو يميل إلى البرودة .. ولكنها ليست تلك البرودة التي تقودك إلى غرفتك ثم إلى سريرك لتغطي نفسك بالأوشحة التي تملأ البيت.

جلست على مكتبي الخشبي .. بعيدا عن ذلك الجهاز اللعين الذي أغرقني في دوامته ، أمسكت القلم ورحت أسطر بعض الحروف التي لم أفهمها ؟؟ !!

لم تثنني تلك الألغاز التي وجدتها على الورقة عن المضيّ في الكتابة ، أكملت الكتابة رغم كل هذا .. أنهيت الورقة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة !!

وضعت القلم حينها .. وظللت لمدة دقائق أتأمل الأوراق وفقط !! هل حقيقة أنا من كتبت هذه الأوراق ؟ هل هذا عقلي الواعي الذي أخبرونا عنه ؟!! حينها فكرت أن أنشغل عن الورقات الثلاث .. وأقوم بأي فعل آخر .. ثم أعاود النظر للورقات مرة أخرى !

قمت من مقعدي .. لأجد فكرة عمل " 10 ضغط " قد بدرت إلى ذهني ..هوووب .. واحد .. اتنين .. تلاته .. أربعة .. توقفت فجأة !! هل هذا هو " لغز الورقات الثلاث " !! ؟؟
لا أذكر هل أكملت الـ " 10 ضغط " أم لا .. ولكني عدت مرة أخرى لمقعدي أتأمل الورقات .. وكانت المفاجأة أني بدأت في التعرف على بعض تلك الحروف ؟؟!!

" هل تصلح لي زوجة ؟ " .. " لا .. نعم .. لا !! " .. " صديقي .. بحق ولكنه ! " .. " لا تخبر أحدا بعيوبه .. فمهما كانت طريقتك .. فسوف يغضب منك !! اتركه يعرفها بنفسه " .. " التردد قاتل " .. " العمل الجماعي لا أعرف أين أجده ؟ " .. " أسهل شيء الكلام " .. " الصمت الأسري " .. " أنا باقضّي الليلة !! " .. " انكسفت ! " .. " جلد الذات " .. " الدهولة " !!

لم أعد قادرا على تمييز مزيد من الكلمات .. ربما لأني لم أفهمها ؟؟ وربما لأن بعضها قد أفسدته تلك الدموع التي جرت على خدي.

حينها كان علي أن أضع اللغز في درج مكتبي .. ربما أتبين مزيدا منه فيما بعد.



السبت، 28 نوفمبر 2009

كل عام وأنتم بخير




العيدُ جاءَ عِندنا *** العيدُ صارَ ضَيفَنا

يا عيدَنا .. ياغاليا *** قد زارنا فيْ درِانا

هذي ابتسامةُ الفرحْ *** قدْ توجّت وُجُوهَنا

يا ربُّ أتممْ سَعدنا *** بمغفرهْ .. لذنبِنا
----
عبدك الفقير


الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

سكلانس يوم التلات 7 : كلمات ليست كالكلمات


عندما نسمع بعض الكلمات فإنا نستطيع أن ننعتها بأنها كلمات ليست كالكلمات .. ولا أنكرر أنني من هواة جمع هذي الكلمات الرائعة .. ولن أنكر عليك إن لم يعجبك بعضها .. فلولا اختلاف الأذواق لبارة أم الخلول ولبار أيضا الحرنكش

لذا سأقتطع هذا السكلانس .. لنشرب سويا فيه بعضا من الكلمات الراقية .. أحيانا لا أعرف من هو كاتب هذه الكلمات .. ولكن الكلمة هي ضالتي التي طالما بحثت عنها

***

مشكلة العالم أن الغبي متيقن بعماء و الذكي مليء بالشك
- برتراند راسل

***

العقول العظيمة تتناقش في الأفكار ، العقول المتوسطة تتناقش في الأحداث والعقول الصغيرة تتكلم على الناس

"Great minds discuss ideas, average minds discuss events, small minds discuss people." Eleanor Roosevelt

***

لست مضطرا لأن تحرق الكتب حتى تدمر الثقافة .. عليك فقط أن تجعل الناس تتوقف عن القراءة

"You don't have to burn books to destroy a culture. Just get people to stop reading them." Ray Bradbury

***

إذا كنت تملك تفاحة ، وأنا كذلك .. وتبادلنا التفاحتين معا ، فإن النتيجة أنه سيكون معي تفاحة واحدة وأنت كذلك ... بينما إذا كنت تملك فكرة وأنا أملك أخرى .. وتبادلنا الفكرتين معا ، فإن النتيجة أنه سيكون لدى كل منا فكرتين .. وليست فكرة واحدة

"If you have an apple and I have an apple, and we exchange apples, We each have one apple.If you have an idea and I have an idea, and we exchange ideas, We each have two ideas." George Bernard Shaw

***

في النهاية .. لن نتذكر كلمات الأعداء ، ولكننا سنتذكر صمت الأصدقاء

"In the end, we will remember not the words of our enemies, but the silence of our friends." Martin Luther King Jr

***

ليس هدفنا أن نعيش للأبد، ولكن هدفنا أن نفعل ذلك الشيء الذي يعيش للأبد

"We all die. The goal isn't to live forever, the goal is to create something that will." Chuck Palahniuk

***

الوقت دائما صحيح .. لعمل الشيء الصحيح

"the time is always right to do the right thing" Martin Luther King Jr

***

إذا اعتقدت أن ( صغير ) على أن تحدث تغيير ، فجرب النوم مع البعوضة ؟

"If you think you are too small to make a difference, try sleeping with a mosquito." Dalai Lama XIV

***

كل إنسان عبقري .. ولكننا إذا حكمنا على عبقرية سمكة عن طريق قدرتها على تسلق شجرة ، فستظل السمكة طيلة حياتها معتقدة أنها غبية

"Everybody is a genius. But if you judge a fish by its ability to climb a tree, it will live its whole life believing that it is stupid." Albert Einstein

***

"If you gave someone you heart and they died, did they take it with them? Did you spend the rest of forever with a hole inside you that couldn't be filled?" Jodi Picoult

***
من المفيد أن تقابل من تشعر أمامه بالغباء .. أحياناً هذا يجعلك تتخلى عن ذلك الشعور المقيت بأنك أذكى إنسانٍ قابلته في حياتك
د.أحمد خالد توفيق

***

يتقلب الإنسان بين كسل يرى معه النطق جهدا ونشاطا كبيرين، وبين نشاط يعتبر النوم معه كسلا مبالغا فيه
أ.فريد البيدق

***

لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم يسعف الحال

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

سكلانس يوم التلات 6 : اسمعني بس ..

اسمعني بس ..



أحد خصال الشعب المصري التي لا يستطيع الاستغناء عنها : هي أنه يستطيع أن يحدثك عن أي شيء في الكون، بل ويحاول إقناعك أنه خبير فيه فعلا !!

هذه الخصلة تزيد مع أحد هذين الأمرين : الدين والطب، لا أعلم لماذا هذين بالتحديد ؟ مع أنه هكذا يقترب من المنطقة الخطرة !!
لعلك تكون في قمة انشراحك عندما يأتي أحدهم ليحدثك عن الطب – وهو لا يعلم أنك طبيب – ويخبرك بأن فلان الفلاني الذي حدثت له الحادثة، فقد قدرته على الكلام لأن (المنطقة الخلفية) من المخ التي أتت فيها الصدمة هي مركز الكلام في المخ ! وأنه يحتاج إلى فترة كي يستعيد قدرته على الكلام، مع مزيد من المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا والفيروسات !
عندها عليك ألا تخبره أنك طبيب، ولكن عليك أن تتمالك نفسك فقط، لأنه سيخبرك بعدها أنه قرأ هذه المعلومات في أحد المجلات التي طالعها عند الحلاق وهو ينتظر دوره، وقد ناقشها مع حلاقه المفضل، فالحلاق كان حلاق صحة ويفهم في الطب أكثر من أي دكتور !!



ولعلي الآن أذكر أحدهم وهو يخبرني عن تجربته في علاج البرد :
عندما جاءه البرد، ولأنه يخاف على صحته، قرر طبعا أن يذهب إلى الصيدلية! ليأتي – لنفسه- بالدواء الناجع، أخذ شريط ( الستريم ) من الصيدلية، وعاد لبيته ليأخذ الجرعة التي يراها مناسبة له، حتى يعجل لنفسه بالشفاء، أخذ حبتين من الشريط، وبعدها بساعة أخذ حبتين أخريتين .. لاحظ بعضها بعض البثور التي بدأت تظهر على جلده، ولاحظ أن شفته انتفخت!
حينها أخبره تفكيره أن هذا الدواء ناجع جدا، وأن ( الستريم ) ( نطر البرد من جسمه ... وطلع البرد ف شفته ) !!
وبعدها بشهور ... أصيب بالبرد مرة أخرى، فذهب ليأخذ علاجه الذي اكتشفه وحفظ اسمه ! ذهب إلى الصيدلية ليأتي بالستريم المفضل قاتل البرد .. وأخذ جرعته المعتادة .. حبايتين من الستريم، وبعدها لاحظ البثور الحمراء على جسده، وانتفاخ شفتيه، وكذلك انتفاخ عينيه .. حينها تأكد له أن الموضوع ليس من قبيل الصدفة .. بل إن هذا العلاج فعلا طارد للبرد فعلا !!
لذا قرر أن يأخذ حبتين أخريتين منه !! حينها وجد أن البثور والانتفاخات قد زادت !!
حينها قرر في النهاية، أن عليه أن يذهب للطبيب ! وحينها علم أن لديه حساسية من السلفا ( الموجودة في الستريم ) !!

كثير من هذه القصص يتكرر كل يوم .. لكن يظل مهما أن تعلم: أن عليك أن تسأل مجرب وما تسألش الطبيب !



السبت، 14 نوفمبر 2009

علمني الماتش

علمني الماتش
ــــــــــــ


لا أعلم .. لماذا نتأخر ونؤجل كل شيء إلى النهاية !
الحقيقة أني مصاب بهذا الداء منذ زمن بعيد، وعندما يحتدم الموقف، ويختفي الوقت من أمامي، وأبدأ في الدخول فيما يسمى بلغة كرة القدم ( الوقت بدل الضائع ) .. حينها تدرك أن عليك أن توقظ العملاق بداخلك، وتقوم بأفعال لا تتخيل أن تفعلها - ولو في شهر- ، وحينها تبدأ في معاهدة نفسك في أنك لن تعود إلى هذا التأجيل مرة أخرى، وأنك عزمت على ذلك عزما أكيدا !!

حقيقة.. أنا لم أكتب هذا المقال لأخبرك عن هذا النوع من الدروس في الحياة !! فلابد أنك جربت ذلك مرارا ولعل آخرها اليوم في مباراة مصر والجزائر .. حينما نعلن مبدأنا العام ( ليه نتأهل مرة واحدة .. طالما ممكن نأجل ؟ ) !!
ولكني سأصف لك ما تعلمته اليوم ..
أنا من عائلة .. رباني والدي على أن مباريات كرة القدم، ضرب من تضييع الوقت، وأن علينا ألا نتعلق بها .. فنحن مجرد متفرجين .. إنما المستفيد منها هم من يلعبون ! ويعبر عنها بكلماته : ( طب هما دول شايفين شغلهم – اللي هوه اللعب – شوف انته كمان شغلك !! ) .. لذلك فعليك أن تتعجب عندما تعلم أن البيت كله اليوم بما فيه أبي وأمي وأخواتي كانوا يشاهدون المباراة ! ( أخويا ما اتفرجش وكان بيدعي إن مصر ما تفوزش !! )

كانت نظرتي على المباراة نظرة أداء فقط، لأني لا أفهم في التكتيك الذي يتلكمون عنه ! رأيت مباراة هزيلة بعد أن توقعت أن المباراة ستكون قوية جدا بعد الهدف الأول المبكر ! لكن المباراة كانت على صفيح ساقع !
المهم أني تلقيت بعض الأسئلة من أختي الصغيرة ذات التسع سنوات، والتي أعتقد أنها لأول مرة تشاهد مباراة كرة قدم في حياتها !!
= أحمد ؟ هوه مصر الأخضر ولا الأحمر ؟
- الأحمر يا سمية !
= والجزائر ؟
- الأخضر !!!!
= مين دا ؟؟
- دا المدرب بتاع مصر !
وبدأت أمي تشرح لسمية .. تفاصيل عن المباراة ! وأن على اللاعبين أن يدخلوا الكرة بين ( الخشبتين )
= هوه دا أبو تريكة ؟
- آآآآآآآآآآه !
= هوه الحضري دا اللي كان عامل المشكلة ؟
- أنا عامل عبيط !! مشكلة إيه يا بابا ؟
= مش هوه دا اللي كان عاوز يحترف بره ؟؟
- آه هوه ... و ف سري .. انته بتجيب المعلومات دي منين .. ما انته شاطر أهوه 
= أحمد .. هوه دا الحكم بتاعنا ولا بتاعهم !!!!!
- سمية .. دا الحكم بتاعنا !!!
= أمال بتاعهم فين !!
- ما تصدقيهوش يا سمية .. دا الحكم بتاعنا وبتاعهم !! لازم يبقى حكم واحد.
= محمد يتدخل وهو بيدعي على المنتخب القومي .. يا رب ما يكسبوا .. دول تلاقي كل واحد منهم بعد الماتش ياخدله مليون .. مليونين جنيه !! على إيه !! يا رب نتغلب !!
- ليه بس كدا ؟؟ ما احنا كسبانين واحد أهوه ؟؟
- يا بابا احنا لازم نكسب تلاتة صفر عشان نتأهل لكاس العالم !!
- تلاااااااته ؟؟ وكل دا عشان نتأهل بس ؟؟
الحمد لله البيت بدأ ينااام واحد واحد .. وعلى وسط الشوط التاني .. محدش كان بيتفرج غير أنا وأختي ..
الحمد لله انتهت الأسئلة .. ابدأ أتفرج على التهجيص الكروي !!
حتى أنت يا أبو تريكة !!

ولكن يكفيني أني تعلمت اليوم .. ألا أتفرج على الماتش ف البيت مرة أخرى !!

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

سكلانس يوم التلات 5 : دا طلع عنده ؟

دا طلع عنده ؟
ــــــــــ
إن دراستي للطب، توشك أن تأكل عقلي فعلا !!

وأنا أكتب لكم الآن أرى شاشة حاسوبي مشوهة بعض الشيء فأنا لم أنم جيدا منذ أيام، والسبب بكل بساطة : الطب.
لا عليكم بهذه الترهات التي أقولها، ولكن من – أجلي - هذه المرة استمروا في القراءة ..
*******

" قد تدرس المرض الطبي في المنهج، ولا تعيشه عاطفيا أبدا ! " أنا اللي كاتب كدا مش كاتب مشهور !!!!!



أرجوك .. لا تضغك على علامة ( x ) في أعلى الصفحة .. لأني بالفعل أريد أن أقول شيئا اليوم .. ولكن قلة النوم هي السبب .. ولكن مفكرتي تخبرني أن اليوم الثلاثاء .. وأن علي أن أكتب !!
شاب يأتي إلى العيادة، لأنه مصاب بفيروس " بي " ، وقد تزوج .. وزوجته حامل. ( من المعروف أن فيروس " بي " ينتقل عبر العلاقة الزوجية ! )

لا تقل " إنه وقح .. إنه لم يخبرها منذ البداية .. لقد كذب عليها، ويستحق أن يصيبه سرطان الكبد !! " !!
قل لي أولا : من الذي أخبرك أن فيروس " بي " يمكن أن يسبب سرطان الكبد ( واضح إنك بتقرا طب من ورايا ) !



ولكني أخبرك أنه بالفعل .. أخبرها أنه مصاب بفيروس " بي " .. لم أعرف ماذا حصل ساعة أخبرها ذلك ؟

ولكن أرجوك أن تتخيل معي، شابة في مقتبل العمر .. كانت تحب أن تعيش حياة هانئة سعيدة .. متمتعة بصحة جيدة .. وأقل المبادئ التي قد تدفعها لترك زوجها أو خطيبها هو أن ( الوقاية خير من العلاج ) !

لا أعتقد أن لأحد أن يرغمها على أن تتزوجه، إنها حياتها الخاصة .. ولك أن تعلم أن فيروس " بي " قد ينتقل أيضا من الأم لجنيها إن هي حملت !!

إنها هكذا تخاطر بصحتها، وبصحة ابنها الآتي .. أو لنقل أبنائها القادمين جميعا !!


ولكن ماذا عن ذلك الزوج المسكين - الذي أحب أن يعمل خير - وبعد تبرعه بالدم، عرف أنه مصاب بذلك الفيروس الشرير!
ما ذنبه ؟ ماذا لو كان أنا أو أنت ؟ – بعد الشر علينا جميعا - ألم يكن الموضوع سيستحق منا أن نفكر جديا ؟
( اللهم ألبسنا ثوب عافيتك )
*******

لكن ماذا لو قلبنا القضية ؟ وكانت الزوجة هيه المصابة بفيروس " بي " ؟ ترى ماذا كان سيحدث ؟؟
هل سيتزوجها الشاب ؟ أم أنه سيبدأ في اختلاق الأعذار .. هل سيخبر أمه أنه اكتشف فجأة أن مخطوبته " عندها هس هس " ! أو أن " أنفها لا يعجبه .. وأنه يشعره أنه تزوج أحد الديناصورات المنقرضة " !!

أعتقد أن الموقفين بالغي الصعوبة .. وليس لدي تعليق آخر


الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

تلات بدون

تلات بدون
ــــــــ

سُألت كثيرا : لماذا تحب الدكتور أحمد خالد توفيق ؟

في الحقيقة، حاولت تفسير ذلك .. لكني أعتقد أن التفسير الذي يختصر الكثير من الكلام : (الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) رواه مسلم وأبو داود وابن حنبل في المسند.

أحببته .. وقد تعجب عندما أقول لك أني لست من قرائه الجيدين !

قرأت له تقريبا أربع روايات وكتابين فقط ! ، ولكني التهمت له ما يقرب من خمسين مقالة.

أحببته - في البداية - بالتحديد بعد أن قرأت له ( قصاصات صالحة للحرق ) .. وبعدها صار عشقه إدمانا .. لكنه يختلف عن الإدمان في أنه يأتي على هيئة ( نوبات ) من الاشتياق .. وعندها يكون الحل .. أسهل من إدمان أي شيء آخر .. فما عليك إلا أنت تسأل العمّ جوجل عن بعض من مقالاته .. حتى يرميك بوابل من المقالات التي لا تحصى.


****

أذكر أنه من الدروس القوية التي تعلمتها هذا العام .. ( أن التوتر يأخذني للأسفل دائما )
(Stress is taking me down )
قد لا يبدو عليّ ذلك خارجيا ، ولا داخليا .. ولكنه موجود بالفعل !

وهو ما اكتشفته صدفة عندما كنت أتلقى دروس السباحة .. في العام الماضي .. لم أسمع المدرب يوجه لي إلا كلمتين بالضبط : ( ستارت ) وحينها كان عليّ أن أقفز إلى الماء لأصل إلى منتصف حمام السباحة ... وعندما أخرج من تحت الماء أجده يصيح بي وقد انتفخت أوداجه ( ما تتشنجش ع الميه ) !
لم أعلم حتى الآن ( ازاي ما اتشنجش ع الميه ؟؟ ) لكني وبعد محاولات فاشلة .. قررت أن أتخلى عن السباحة، لأنها لم تحبني على الإطلاق، ومعها حق .. لأني باتشنج ع المية !!!

حينها قررت أنه يجب عليّ أن أبحث عن لعبة أخرى تكون أسهل من السباحة – من وجهة نظري - وقد كان الاختيار : " لعبة التنس الأرضي " .. لعبة جميلة وظريفة .. سوف أجربها -إن شاء الله- وسأخبركم !
****

أريد أن أخبرك وقد وصلت لمنتصف الموضوع : سر العنوان الغريب ( تلات بدون ) !!



حقيقة .. كنت مشغولا هذا الأسبوع بمجموعة من الامتحانات ( الطب وسنينه ) ... وكان عليّ ألا أعتذر عن السلسة أبدا .. مهما طالبتني الجماهير ..

احم .. أقصد عكس ما فهمت تماما !

****

تذكرت حقا أني كنت أحدثكم عن محبتي للدكتور أحمد خالد، آسف .. كنت أقول أنه ثمة حب مني لأفكاره الكبيرة بأسلوبه البسيط الساخر الذي لا يسلم من شخصيا .. وأحسست أني أشبهه أيضا في أن قلمي أفضل من لساني .. وهو كذلك .. ولكن المفاجأة التي كانت كبيرة بالنسبة لي .. عندما كنت أقرأ له منذ أيام فقط .. كتابه ( الجديد ) زغازيغ .. وهالني موضوع بداخله يحكي عن .....

أعتقد أنه عليكم أن تقرؤا المقالة بأنفسكم !!

المقالة

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

سكلانس 4 : تشابه علمني

سكلانس 4 : تشابه علمني


لنا أرض زراعية نملكها كإرث من جدي الأكبر ( أبو جدّي ) .. ومنذ ثلاثة أعوام تقريبا جاء بعض ( البلطجية ) وقاموا بالاستيلاء على الأرض بوضع اليد ، أو أقصد برفع المطاوي ومية النار ! كان المنطق البسيط يوحي بأن الموضوع أبسط من أن نتعرض لهؤلاء الشرذمة، وأن عليك أن تلجأ للقضاء حتى يُحَلّ الإشكال سريعا، فأنت لست بلطجيا مثلهم . الغريب الذي حدث أنهم هم الذين طلبوا النجدة ! وقالوا إن هذا الرجل ( أبي ) أخذ منا الأرض غصبا !!

كان الأمر غريبا ( كل ) الشيء .. وليس ( بعض ) الشيء كما يقولون ! وقامت مشاجرة بسيطة كنت أول ضحاياها .. واستلزم الأمر بعض الغرز في رأسي !
هل لأن لديك معارف في ( قسم الشرطة ) تستطيع أن تفعل كل هذا ؟!
استولوا على الأرض لمدة عامين ! نصبوا لهم ( عِشة ) في الأرض .. وظلوا فيها لمدة السنتين ! وفي الليل يكون موعد ( البانجو ) المفضل لهؤلاء الرعاع ! كل هذا لأن الموظف المصري ( ليس كلهم بالطبع ) يستطيع أن يصدّق على أي شيء تقوله مقابل دريهمات تتناسب مع هذا الشيء ! الأرض ( المحتلة ) لانملكها كلها، ولكن هناك جزء منها اشتراه مشتري من سنوات .. والغريب أنه يذهب ليتفاوض مع هؤلاء اللصوص أن يعطوه أرضه مقابل أن يشهد معهم في المحكمة أو أن يقف في صفهم ! قد يكون الإرهاب الذي فعلوه ببلطجتهم قد جعل هؤلاء الناس يخافون، ويحاولوا استرضاء المجرمين بأي طريقة. الموضوع استمر لمدة سنتين من العناء في أروقة المحكمة .. لدرجة أننا كنا نمزح مع أبي ونقول له : " المفروض يدّوك مرتب على إنك بتروح المحكمة كل يوم زي الموظفين " !
****

يذكرني هذا بما حدث في فلسطين

مجموعة من المحتلين تغتصب الأرض بالقوة .. بإرهاب الناس، ولذلك لم يعد غريبا عليّ أن أصدق المال يعمي الإنسان لهذا الحدّ، وكذلك عندما أسمع أن بعض الناس – وعددهم قليل – في فلسطين قد باعوا أراضيهم لليهود، من أجل أن يعيشوا في أمان .. لو لاحظت ( هرم ماسلو للحاجات الإنسانية ) فستجد أنه بعد أن يشبع الإنسان رغباته الفسيولوجية، يبحث الإنسان عن الشعور بالأمن.


****
سنتين مروا ولله الحمد .. وتم التمكين لنا بالأرض .. وجاءت قوة من المركز لتسليمنا الأرض، ومنذ شهر تقريبا مات الرجل المحتال الذي أخذ الأرض .. وهكذا هي الدنيا .. نجمع لغيرنا، ونحاسب عليه وحدنا ! ولكن الغريب أنه في هذا الأسبوع استيقظ ابن ذلك المحتال، ليفتش مرة أخرى ويريد أن يساومنا مرة أخرى على الأرض ! وكأنه لم يتعلم شيئا بعد !
****
ما أريد قوله : أنه لابد للحق من قوة تحميه كما كان يقول الشيخ الغزالي - رحمه الله – وكأنه يتمثل الآية : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) أي كما أن الباطل يتكتّل ويتجمع ليحارب الحق، علينا نحن أيضا – أصحاب الحق – أن نتجمع أيضا.. ولعل في (حلف الفضول) لنا سنداً.

وأتذكر هنا كلمة مارتين لوثر كينج : ( في النهاية، لانتذكر كلمات الأعداء،بل نتذكر صمت الأصدقاء ! )
(
In the end, we will remember not the words of our enemies, but the silence of our friends )

والشيء الثاني : أن الأمر أكبر من أن يكون صراعا على المال .. ولكنه المبدأ ( ليس كل التسامح خير ) وكما في الحديث (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن سرق من الأرض شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين ) (سنن الدارمي، صحيح البخاري، صحيح مسلم، كتاب السنن الكبرى، سنن الترمذي، مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد، مسند الإمام أحمد، مسند البزار، مصنف عبد الرزاق)
وأختم بكلمة أستاذي الدكتور أحمد خالد توفيق :

" ليست مشكلة الحياة أنها كريهة لا تطاق .. المشكلة أنها كان يمكن أن تكون أفضل بكثير "

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

سكلانس يوم التلات 3 : نصيحة لوجه الله


سكلانس 3 : نصيحة لوجه الله


في كل زمان ومكان، ستعثر في طريقك عن أحد أولئك الأشخاص الذين كسروا كأسين من الزجاج ! وأخذوا قعر هذين الكأسين ليضعوهما في إطار حديدي ليستعملوه كنظارة حتى يتمكنوا من الرؤية بعد أن ذهب معظم نظرهم !



لا أنكر أن إعفائك من الخدمة العسكرية إعفاءً نهائياً بسبب نظرك – الشيش بيش - شيء جميل، ولكن أن أرى بنفسي خير من أن أصبح أعمى بمجرد أن تنكسر نظارتي الشخصية أو أن تُفقد!

ولهذا أنصحك بأن لا تبدأ ، فكثير من الأشياء تأتي بالتدريج، مثلها مثل التدخين والمخدرات ، تبدأ بسيجارة ومعها بعض السعال ، وبعد فترة تصبح عادة لديك لا انفكاك منها إلا بمجهود كبير ! لذا فأنا أشدّ على يديك : لا تبدأ !


والحقيقة أني أريد أن أقنعك تماما بوجهة نظري حتى تبتعد عن هذه العادة السيئة، سواءً إن كنت بدأتها أو لم تبدأها .. وسوف أستخدم المنطق لأقنعك بما أرى :



ألا تعتقد بالمثل القائل : " الحركة بركة " ؟؟

لذا فأخبرني : لماذا تحرم نفسك من هذه البركة ؟ وتظل قابعا على الكتاب ؟

حرمانك من الحركة - اللي فيها بركة - يجعل الدهون - ومن ضمنها الكولسترول - تجد مرتعا لها على جدران أوعيتك الدموية ، لتتحول بعد ذلك إلى ...... أعوذ بالله .. الشر بره وبعيد !


وأخبرني بالله عليك .. إلى متى ستقنع نفسك أن القراءة مفضلة عن لعب كرة القدم مثلا ؟ أو عند بعض ألعاب الكمبيوتر ؟ أو عن البلاي ستيشن ؟




ثم أنصحك بألا تصدق أمير الشعراء – أحمد شوقي – حينما قال : " وخير جليس في الزمان كتاب " ... لأنه على قديمه ! والكلام دا قبل ما النت يوصل عندهم !


ثم ما العيب في حياة " التهييس " ؟ أليست جميلة وظريفة ؟ بدلا من أن نكلكع أدمغتنا بأفكار كبيرة .. وأحلام كبيرة .. لا يأتي من ورائها إلا وجع القلب !


وأحب أن أحذرك من أولئك الذين يعقدون المسابقات ذات الجوائز الكبيرة ليجعلوك تقرأ، واحذر منهم أكثر حينما يطلبون منك أن تكتب !

وفي النهاية أريدك أن تخبرني - باعتبارك أحد أفراد الشعب المصري - ألا تحس أن الحكومة هي عدوك الأول الذي يحاول أن يشقيك بكل الطرق ؟ وإيهامك أن البحر فعلا أصبح طحينة !

هل سألت يوما نفسك بصدق : ما الذي يجعلها تتكبد المبالغ الطائلة لتملأ أرجاء ( المحروسة ) بالعبارة الشهيرة مع الصورة الشهيرة لحرم السيد رئيس المحروسة ( القراءة للجميع ) ؟!



آمَلُ أن يكون اليقين قد تسرب إلى أحشائك ...

أرجوك لا تقرأ !!


أرجوك لا تقرأ !!

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

سكلانس (2) بدون سكر

سكلانس (2) بدون سكر

إذا وجدت أحد الأرقام ( 1 ) فحاول تفادي النزول لآخر الصفحة

سكلانس بدون سكر

خرج أخيرا من صومعة بيته التي وضع نفسه فيها ، وفوجىء بوجود كائنات تشبهه في الشكل !! وفيما بعد .. عرف أنهم أناس مثله !! ولكنهم خرجوا من صوامعهم مبكرا عنه !!

تأخرت خطوة " الخروج من الصومعة " قليلا .. لكنه بالفعل أخذ عهدا على نفسه أن يتغير.. ولن يظل وراء ورقته وأقلامه وكتبه مدى الحياة.



قرر أن يرى أحد أولئك الأشخاص الذين كان يراهم من صومعته ، ويُعجب بهم .. ودائما كان يبهره بكتاباته الأدبية المتأدبة ، قيم راقية وبدون إسفاف ..قرر أن يحضر ندوة للدكتور أحمد خالد توفيق.

في الحقيقة لم يكن الأمر سهلا كي يأخذ هذا القرار .. فهو كما عرفناه من ( سكلانس 1 ) شاب كسول ، ولكنه عاهد نفسه أن يخرج للحياة ، ويرى الناس رأي العين .. يتدرب على معاملتهم !! فتعامله معهم شيء عسير بالنسبة إليه !


لا تفكر في أن صاحبنا لديه ( فصام عقلي ) ( Schizophrenia ) ( 1 ) ويعاني من صعوبة في التعامل مع المجتمع .. لا، فصاحبنا في كامل قواه العقلية .. وهذا ما يجعل تعامله مع الناس فيه نوع من الصعوبة !!

أخاف أن أسميه ( تكبُّر عقلي ) !! فأنا أدرك تماما أنه ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مقال ذرة من كِبر ) .. وأدرك أيضا أن ما بي ليس تكبُرا .. ولكنه محض كُره لـ ( اللف والدوران ) أو ( التذاكي ) ( 2 )


المهم أنه قرر أن يذهب إلى الندوة ( 3 ) لمجرد أن يخرج من صومعته ! فقد كانت الندوة تناقش موضوعا لا يستهويه بالمرة !! ولا يرى – شخصيا – أهمية له سوى استعراض الكاتب لمهاراته الكتابية في إيصال الرعب للقارئ !!



كانت بالفعل تجربة مفيدة بالنسبة إليه ، ليس لأنه أحب أدب الرعب فجأة ! فما زال لا يحبه ولا يحب أفلامه حتى هذه اللحظة ، ولكن من الجميل أن تحتفظ بصورة تذكارية لك مع أحد المشاهير الذين أثروا في حياتك .. لتكون دافعا لك في وقت يسيطر عليك فيه شيطان التشاؤم والإحباط.


كانت محاضرة رتيبة في الحقيقة ، موضوع ممل .. طريقة رتيبة لعرض الموضوع – ربما لأني لا أحب الموضوع بتاتا – ولكن كان لأسلوب الدكتور أحمد وقع عادي على نفسي .. ربما تعتقد أن قدر الدكتور أحمد انتقص قليلا في نظري ، ولكن هذا علمني أن " الكمال لله وحده " .. وذكرني أيضا بكلمة ألبرت أينشتاين ( كل الناس عباقرة ، ولكن إذا حكمنا على مدى عبقرية سمكة : بمدى قدرتها على أن تتسلق شجرة ، فسوف تظل السمكة باقي عمرها تظن أنها غبية ! )



***


مازلت أعتقد أن معاملة الناس أصبحت صعبة ، ربما لأن اهتمامات الناس لا أحبها !

من اليسير عندي أن أجلس مع أحدهم ونتكلم عن الكتب ، أو نمزح مع بعضنا البعض ، أو يحدثني عن محاضرة سمعها .. أو نتكلم في أحد المواضيع الطبية .. لكن من العسير عليّ أن أجلس مع أحدهم وهو يحدثني عن مباراة كرة قدم أو يحاول أن يجعلني أحسب كم يجب على مصر أن تحرز من الأهداف حتى تصعد إلى كأس العالم !! أو أن يحدثني عن الحلقة 315 من المسلسل الكوري !!



ومن اللطيف أن تجلس في أحد وسائل المواصلات - ولن تحتاج لأن تسترق السمع - لتسمع شخصين يجلسان في المقعد الذي أمامك .. وتجد أحدهما يحادث صاحبه .. متحدثا عن نفسه بإعجاب لم تسمع مثله ولا حتى من المتنبي ( 4 ) نفسه ! وهو يحكي عن شجاعته الخارقة عندما رفض أن يذعن لذلك الكمسري الوقح !! الذي أراد أن ( يركّبه رابع ورا ) !! .. تحاول أن تبعد أذنك عن مصدر الصوت .. لكن هيهات أن يتحقق لك ذلك .. وقد يصيبك بعض الارتفاع في ضغط الدم عندما تنتقل بعينك إلى الطرف الآخر من الحوار لتجده في قمة انبهاره وإعجابه !! .. تفكر على الفور أنه أحد أولئك الأشخاص ، ضعاف الشخصية : التي ترى نفسها عبارة عن ركام من العيوب وفقط ! بل ولا ترى في نفسها خيرا البتة ! ( 5 )

.. ينبهر بأشياء صغيرة حقيرة !



هذا المشهد يتكرر كثيرا .. طرف ضعيف وبالتالي يأخذ الطرف الآخر موقع القوة سواء كان بالفعل قويا أو لا .. ولكن الأمر نسبي... وهذا يحدث أيضا على مستوى الأمم !


***


لكل شخص طريقة ولكل شخص مفتاح ، وعليك بطريقة سحرية ما - أحاول أن أعرفها - أن تجد المفتاح الخاص بالشخص الذي أمامك! ( 6 )


ـــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) أبوس إيديكم محدش ينطقها ( شيزو فرينيا ) .. الصح تنطق ( سكيزو فرينيا )

( 2 ) ما أقصدش ( تذاكي ) الطيران ! .. أنا ما عنديش حرف الراء !

( 3 ) ندوة عن أفلام الرعب !

( 4 ) شاعر عربي ( يعتبرونه أفضل من قال الشعر العربي على الإطلاق ) .. لو لم تسمع به .. فلا تكمل المقال !

( 5 ) ممكن تقول فعلا .. إنه شايف نفسه ابن ( البتة ) السودا !

( 6 ) بطل ظُرف ياللي ف بالي ... مش عاوز ابقى حرامي ومعايا مفاتيح الناس !

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

عايش على الـ notifications


عايش على الـ Notification


يفكر في أن يزيح رداء الكسل الذي يغطي جسده بالكامل ، يحاول .. ولكنه يجد نفسه كسولا أن يفعل ذلك ، يحاول أن يجد سببا مقنعا لهذا الكسل الذي يعتريه .. ولكنه لا يجد ، حتى أنه ادعى أن الأنيما هي السبب ، ولكن تحليل الهيموجلوبين قد صاح في أذنه : أن الأنيميا بريئة من كسله !


يجد نفسه ملقىً على سريره ، يسيطر عليه ذلك الإحساس بأن كل جزء من جسده قد عمل انقلابا !! وأصبح له حكم مستقل به !، لا يشعر بذلك الشعور الذي يصفه الكُتّاب الحالمون كعادتهم : " يستيقظ البطل على زقزقات العصافير وكأنها تهمس في أذنيه بصوتها العذب أن يستيقظ ، وتدغدغ الشمس أنامله ، فيقفز البطل نشيطا من فراشه مُستقبِلا جمال الحياة التي ينتظره ! " ولكن الشخص الذي أتحدث عنه يوقظه هذا الحر القاتل ! وتلك الصيحات والصخب الذي يملأ الشارع ، وأصوات تلك الكائنات ذات الثلاثة أرجل والتي تعارف الناس على تسميتها بـ " التوتوك " ، وأولئك الأطفال الأوباش الذين لا يقدِّرون أي شيء ! ولم يعد لديهم ذلك العِِطر الذي كان يسمى الحياء ! فعلا عيال مش متربية !!


يظل على سريره لفترة من الزمن ، قد تصل لساعة ! فهو لا يعلم لماذا يقفز من على السرير مثل أبطال القصص ؟ وهو أيضا لا يعلم ما هو ذلك الشيء الذي ينتظره كما يقول الكاتب ؟ وآخر ما يعرفه أنه يجب عليه أن يقتل ساعات هذا اليوم كعادته .. إلى أن يخترق النوم دماغه مرة أخرى !


*****


يبدأ يومه وهو ما يزال نائما " على نفسه " !

يحرك يده الكسولة ، لترتطم بزر جهاز الكمبيوتر .. ليبدأ يومه المعتاد .. وريثما يعود من تلبية نداء الطبيعة .. يجد الجهاز قد بدأ بالعمل .. يفتح "الفاير فوكس" ويفتح الصفحات الموجودة في الـ " Bookmarks " بضغطه واحدة فقط، وهي ميزة جميلة في الفاير فوكس .. تتوافق مع الكسل الذي هو فيه.

يحاول أن يستخرج "العماص" من عينيه المغلقتين ، ويقاوم جفنه العلوي الذي يحاول الخلود مرة أخرى للنوم على سرير الجفن السفلي .. يبحث عن نظارته التي يُضيعها كل يوم أكثر من مرة .. بعدد الصلوات التي يصليها وبعدد المرات التي يرتدي فيها ملابسه! وفي كل مرة يبحث عنها تأتي في ذهنه فكرة أن يقوم أحد الأجانب – احنا ما بنعملش حاجة – بعمل جهاز يبحث عن النظارات .. بحيث يقضي على مشكلة من مشكلات حياته الكثيرة !!

ها هو اللون الأزرق المميز للفيس بوك .. ينحرف ببصره تجاه أسفل يمين الصفحة .. ليجد اللون الأحمر الذي يحبه .. " عندي خمسة Notification بس ! " .. ويبدأ في الانخراط في قراءة بعض الـ " status " الموجودة .. تعجبه بعضها فيسلم يده للكيبورد .. ويكتب بعض الكلمات .. أو يضغط " Like " وأحيانا يجد بعض الـ " status " التي لا تعجبه ، ولكن تمر عليه بعض الـ " status " التي يريد أن يركلها بقدمه !! يتمنى لو كان هناك خيار مثل " Dislike " !


يقرر أن يؤدب صاحب هذه الـ " status " التي لم تعجبه – شخصيا - ويصفها بالـ "خنيقة" فيقوم بإيذاء صاحبها بأن يقوم هو الآخر بإضافة بعض الكلمات المخنقة هو الآخر .. مثل " طيب ! " أو " وِمالو " أو قد يستمتع بأن يحوِّر بعض حروف كلمات الاستيتس ثم يقذفها على صاحبها كما الملوتوف ! لينفجر ساعتها صاحب الاستيتس من الخنقة ! وهذا هو المطلوب إثباته !!

ويدعي أن " الخنقة بخنقة والبادي أظلم !


وإن لم تفهموا معنى التحوير الذي يفعله .. فسأوضحلكم بمثال :

يكتب أحدهم " status " : ( نادي فادي ! ) .. يقرؤها صاحبنا .. فيعتبرها خنيقة !

فيكتب له : " نادي الزمالك " أو " ضربة بضربة وال(نادي) أظلم ! " أو " نادي (مشغول) مش ( فادي ) ! " أو " (فادي) ليفر ! " .. الأخيرة تعني دهون على الكبد !

أعتقد أنه عليّ أن أكتفي بهذا المثال.. حتى لا يتحول السحر على الساحر كما يقولون .


****


في الحقيقة .. إنه يفكر أحيانا في سيكولوجية هذا الذي يفعله ؟

هو يدرك تماما أنه ليس الوحيد الذي يتذوق الأشياء الجميلة ، لكنه يعتقد أن بعض الأشياء سيئة فعلا ! ولكن لأنها " status " إحدى الفتيات .. فهي تحظى بكمّ من التقدير الساذج الذي لا تستحقه! أو أن تكون لشاب من الذين تلتف حوله الفتيات باعتباره " وااااو ... روش آخر حاجة " !!

حقيقة هو لا يحقد عليهم .. فهو راضٍ عن عقله مثله مثل أي شخص في العالم .. ويرى أنه بعقله هذا قد (اقتطف) جزءً كبيرة من (ثمرة) الفهم ! لكنه يعود ليكرر في كل وقت كلمة ثورو " ما أتفه من يجلس ليكتب ، من لم يقف ليعيش " !! ويرى أنها تنطبق عليها بالكلية !! وكأن ثورو كان صديقه المقرب ! وقد قرر أن يؤنبه على كسله ويستفزه لينهض من على كرسيّ الكمبيوتر !


ومن فرط إعجابه بعقله : أنه كان يؤلف مقالا في عشر دقائق ، ما يلبث أن يراجعه مرة ليطمئن على خلوه من الأخطاء الإملائية ويطمئن إلى الهمزات في مكانها الصحيح .. ثم يقذف به إلى الناس ليقرؤوه ! فتتعالى بعض الصيحات التي تستحسن المقال وتعتبره أن من أجمل ما قرأت في حياتها !!

هذا الإطراء جعله فترة يقنع نفسه أنه فعلا يكتب شيئا ذا قيمة ، وبعد فترة صار يصدق ذلك الإطراء على الفَور !!

ولكنه في فترة من فترات مراجعته لنفسه .. قرأ بعض المقالات القديمة !! وكانت الصدمة !!

بعدها قرر أنه فاشل ! وأن عليه أن يتأنى في حياته .. بعيدا عن الاستعجال الأرعن !!!

****

لكن صاحبنا ما زال يقرّ أن أسوء سؤال يمكن أن يوجه إلى شخص مثله – خاصة من الآباء - : " إنته بتعمل إيه على النت من الصبح ... أنا نفسي أفهم !! " محدثا بعض التغيرات في وجهه .. والتي أعتقد أنك تستطيع أن تقلدها فقط عندما تتزوج ويصبح لديك أولاد !! وليس بأي شيء آخر !!


ملحوظة : أي تشابه بين أحداث القصة وأحداث حياة أحد الأشخاص – أكيد مش أنا !! – هي من قبيل الصدفة المحضة ! ويخلق من الشبه أربعين.

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

ربنا ما وفقنيش


ربنا ما وفقنيش !!



أجلس في العيادة .. مرتديا الرداء الأبيض (البالطو) .. لا أعلم لماذا يتعتبرونه لون أبيض ملائكي ؟ بينما أعتقد أنه يوحي بالفترة التي يكون فيها ذهنك ( أبيض ) يا ورد !

فقليل من الأطباء الكبار الذين أعرفهم .. يرتدون البالطو !!



******

يدخل عليّ بملامحه التي توحي بفتىً يملك من العُمر مثل عدد أصابع يديه ، لا يظهر أسفل أنفه ذلك الخط الأسود الذي يُوحي بعمل الهرمونات في جسده !

ولكن مظهره يجبرك أن تقول " ثلاسيميا " ! ولونه البرونزي يخبرك عن ما فعله " الحديد " في جسده الصغير النحيل.

ولا تتعجب إن قلت لك أن لديه ثمانٍ وعشرين سنة !!


شاب في الثامنة والعشرين من عمره ، يعني أنه في مقتبل العمر .. ربما كان يتمنى والداه الطيبان أن يكون ولدهما الآن " في حضن عروسته " ، أو أنه الآن يعول نفسه .. وعند كِبَرِهما يكون لهما عوناً في حياتهما.


أمه تلك المرأة الطيبة تحملته منذ شهور عمره الأولى ، وهو ينتقل ما بين طبيب وآخر إلى أن يتأكدوا من تشخيص " الثلاسيميا " لتبدأ رحلة العناء !

لك أن تتخيل معانات الطفل وهو ينتقل للمستشفى في كل شهر ليأخذ كيسا من الدم بدلا من الذي تلََفَ داخل جسده ، ولا تنسَ تلك الحقن التي يطعن بها بطنه لعدة أيام في كل أسبوع لمدة من الساعات لتقوم بإنزال بعض " الحديد " الزائد كيلا يترسب في كل مكان من جسده !!

ليجد نفسه بعد تسع سنوات محتاجا إلى أن ينزع " الطحال " من جسده ! كي يواصل الجزء الثاني من رحلته مع المرض .. مع بعض الرفقاء القدامى : " الحديد " ، ومع أصدقاء جُدد من " العدوى المتكررة " التي رافقته بعد أن غابت عنه رقابة الطحال !!

لا أعلم في الحقيقة أي حنان داخل تلك الأنثى يجعلها تتحمل ابنها خلال تلك السنوات التي لا أبالغ حين أقول إنها سنوات طويلة .. تأتي به أمه إلى العيادة لتكمل معه مسيرته في معالجة مضاعفات المرض التي لا تنتهي .. وهي تخفي دمعتها عنه حتى تحافظ على مشاعره ...

سبقها وهو يغادر العيادة .. ولكن فرار دمعة من عين أمه لفت انتباهي وجعلني أتألم جدا .. وزاد ألمي عندما فاجئتني أن أخته " هناء " هي الأخرى تعاني من " فيروس سي " !! وأنها تكمل علاجها الآن !!

******

دخلت العيادة اليوم بعد غيابٍ دام لأسبوعين.. وإذ بي أرى إحداهن تمر أمامي !

أقلب ذاكرتي يمنة ويسرة ؟ لقد رأيتها من قبل ، لكن لا أذكر أين ؟ ولا من تكون ؟؟

وبعد أن انشغلت بلبس البالطو ومسح العرق الذي يغطيني جبيني، خرج لي العقل الباطن بما خلُص إليه .. بالفعل تذكرت أين رأيتها .. لكن لا أذكر اسمها .. فعلى عادتي أتذكر الوجوه جيدا .. لكن الأسماء تخدعني في بعض الأحيان !


بعد ساعة في العيادة .. أجد صاحبنا " عبد العزيز " ذو الثمانية والعشرين عاما يدخل إلى العيادة ، ومعه الإنسانة التي تذكرت اسمها ساعتها فقط !!

" هناااااااء .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. انتي عندك فيروس سي ! .. و أخت عبد العزيز كمان ؟! يااااااه الدنيا صغيرة فعلا " قلت ذلك في سري .. وأنا في شدة التعجب.


******


انتهى يومي .. وفي طريقي إلى المنزل .. قابلت أحد الأصدقاء ، وسألني عن نتيجة هذا العام ، فأخبرته وأنا ممتعض الوجه : ربنا ما وفقنيش ، وجبت جيد جدا في الباطنة بعد تعب السنة الكبير !!


أحسست بغرابة الكلمة !!


" ربنا ما وفقنيش " !! .. تذكرت أدب حبيبي سيدنا إبراهيم – عليه السلام – في سورة الشعراء : ( .. والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين ) .. كيف أنه لم يقل : أن الله أمرضني !! ولكن وإذا مرضتُ ..



لا أعلم هل أنا متكلف في هذا أم لا ؟؟


لكني بالفعل .. أحسست بـ "قلة الأدب" مع الله عز وجل ، وكيف أننا نتشدق بمبادئ كبيرة .. ما تلبث أن تنهار أمام صخور الحياة الصلبة ..


راجعت نفسي .. وألزمتها أن تقول " ربنا ما كتبليش التوفيق "


درات الأحداث سريعا في ذاكرتي : عبد العزيز – هناء – ربنا ما وفقنيش – ربنا ما كتبليش التوفيق ...


اغفر لنا تقصيرنا يا رب العالمين.