سكلانس (2) بدون سكر
إذا وجدت أحد الأرقام ( 1 ) فحاول تفادي النزول لآخر الصفحة
سكلانس بدون سكر
خرج أخيرا من صومعة بيته التي وضع نفسه فيها ، وفوجىء بوجود كائنات تشبهه في الشكل !! وفيما بعد .. عرف أنهم أناس مثله !! ولكنهم خرجوا من صوامعهم مبكرا عنه !!
تأخرت خطوة " الخروج من الصومعة " قليلا .. لكنه بالفعل أخذ عهدا على نفسه أن يتغير.. ولن يظل وراء ورقته وأقلامه وكتبه مدى الحياة.
قرر أن يرى أحد أولئك الأشخاص الذين كان يراهم من صومعته ، ويُعجب بهم .. ودائما كان يبهره بكتاباته الأدبية المتأدبة ، قيم راقية وبدون إسفاف ..قرر أن يحضر ندوة للدكتور أحمد خالد توفيق.
في الحقيقة لم يكن الأمر سهلا كي يأخذ هذا القرار .. فهو كما عرفناه من ( سكلانس 1 ) شاب كسول ، ولكنه عاهد نفسه أن يخرج للحياة ، ويرى الناس رأي العين .. يتدرب على معاملتهم !! فتعامله معهم شيء عسير بالنسبة إليه !
لا تفكر في أن صاحبنا لديه ( فصام عقلي ) ( Schizophrenia ) ( 1 ) ويعاني من صعوبة في التعامل مع المجتمع .. لا، فصاحبنا في كامل قواه العقلية .. وهذا ما يجعل تعامله مع الناس فيه نوع من الصعوبة !!
أخاف أن أسميه ( تكبُّر عقلي ) !! فأنا أدرك تماما أنه ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مقال ذرة من كِبر ) .. وأدرك أيضا أن ما بي ليس تكبُرا .. ولكنه محض كُره لـ ( اللف والدوران ) أو ( التذاكي ) ( 2 )
المهم أنه قرر أن يذهب إلى الندوة ( 3 ) لمجرد أن يخرج من صومعته ! فقد كانت الندوة تناقش موضوعا لا يستهويه بالمرة !! ولا يرى – شخصيا – أهمية له سوى استعراض الكاتب لمهاراته الكتابية في إيصال الرعب للقارئ !!
كانت بالفعل تجربة مفيدة بالنسبة إليه ، ليس لأنه أحب أدب الرعب فجأة ! فما زال لا يحبه ولا يحب أفلامه حتى هذه اللحظة ، ولكن من الجميل أن تحتفظ بصورة تذكارية لك مع أحد المشاهير الذين أثروا في حياتك .. لتكون دافعا لك في وقت يسيطر عليك فيه شيطان التشاؤم والإحباط.
كانت محاضرة رتيبة في الحقيقة ، موضوع ممل .. طريقة رتيبة لعرض الموضوع – ربما لأني لا أحب الموضوع بتاتا – ولكن كان لأسلوب الدكتور أحمد وقع عادي على نفسي .. ربما تعتقد أن قدر الدكتور أحمد انتقص قليلا في نظري ، ولكن هذا علمني أن " الكمال لله وحده " .. وذكرني أيضا بكلمة ألبرت أينشتاين ( كل الناس عباقرة ، ولكن إذا حكمنا على مدى عبقرية سمكة : بمدى قدرتها على أن تتسلق شجرة ، فسوف تظل السمكة باقي عمرها تظن أنها غبية ! )
***
مازلت أعتقد أن معاملة الناس أصبحت صعبة ، ربما لأن اهتمامات الناس لا أحبها !
من اليسير عندي أن أجلس مع أحدهم ونتكلم عن الكتب ، أو نمزح مع بعضنا البعض ، أو يحدثني عن محاضرة سمعها .. أو نتكلم في أحد المواضيع الطبية .. لكن من العسير عليّ أن أجلس مع أحدهم وهو يحدثني عن مباراة كرة قدم أو يحاول أن يجعلني أحسب كم يجب على مصر أن تحرز من الأهداف حتى تصعد إلى كأس العالم !! أو أن يحدثني عن الحلقة 315 من المسلسل الكوري !!
ومن اللطيف أن تجلس في أحد وسائل المواصلات - ولن تحتاج لأن تسترق السمع - لتسمع شخصين يجلسان في المقعد الذي أمامك .. وتجد أحدهما يحادث صاحبه .. متحدثا عن نفسه بإعجاب لم تسمع مثله ولا حتى من المتنبي ( 4 ) نفسه ! وهو يحكي عن شجاعته الخارقة عندما رفض أن يذعن لذلك الكمسري الوقح !! الذي أراد أن ( يركّبه رابع ورا ) !! .. تحاول أن تبعد أذنك عن مصدر الصوت .. لكن هيهات أن يتحقق لك ذلك .. وقد يصيبك بعض الارتفاع في ضغط الدم عندما تنتقل بعينك إلى الطرف الآخر من الحوار لتجده في قمة انبهاره وإعجابه !! .. تفكر على الفور أنه أحد أولئك الأشخاص ، ضعاف الشخصية : التي ترى نفسها عبارة عن ركام من العيوب وفقط ! بل ولا ترى في نفسها خيرا البتة ! ( 5 )
.. ينبهر بأشياء صغيرة حقيرة !
هذا المشهد يتكرر كثيرا .. طرف ضعيف وبالتالي يأخذ الطرف الآخر موقع القوة سواء كان بالفعل قويا أو لا .. ولكن الأمر نسبي... وهذا يحدث أيضا على مستوى الأمم !
***
لكل شخص طريقة ولكل شخص مفتاح ، وعليك بطريقة سحرية ما - أحاول أن أعرفها - أن تجد المفتاح الخاص بالشخص الذي أمامك! ( 6 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أبوس إيديكم محدش ينطقها ( شيزو فرينيا ) .. الصح تنطق ( سكيزو فرينيا )
( 2 ) ما أقصدش ( تذاكي ) الطيران ! .. أنا ما عنديش حرف الراء !
( 3 ) ندوة عن أفلام الرعب !
( 4 ) شاعر عربي ( يعتبرونه أفضل من قال الشعر العربي على الإطلاق ) .. لو لم تسمع به .. فلا تكمل المقال !
( 5 ) ممكن تقول فعلا .. إنه شايف نفسه ابن ( البتة ) السودا !
( 6 ) بطل ظُرف ياللي ف بالي ... مش عاوز ابقى حرامي ومعايا مفاتيح الناس !
هناك تعليق واحد:
اسلوبك بجد مميز وبسيط وساخر جدا
انا قعدت اضحك مش عارفة على ايه بالظبط يمكن عشان حسيت انك بتكلم عن حاجة قريبة مني او حاجة عكسي بس ماعلينا
انا عندي سؤال قد يبدو متخلف انت مثلا كاتب كبير وليك كتب وكده وانا معرفكش ؟؟؟
عشان لو مش كده انت لازم تبدأ تكتب عشان هاتعمل حاجات حلوة اوي
انا مش من النوع المجامل بس تلاقيني متحمسة زيادة
إرسال تعليق