السبت، 14 نوفمبر 2009

علمني الماتش

علمني الماتش
ــــــــــــ


لا أعلم .. لماذا نتأخر ونؤجل كل شيء إلى النهاية !
الحقيقة أني مصاب بهذا الداء منذ زمن بعيد، وعندما يحتدم الموقف، ويختفي الوقت من أمامي، وأبدأ في الدخول فيما يسمى بلغة كرة القدم ( الوقت بدل الضائع ) .. حينها تدرك أن عليك أن توقظ العملاق بداخلك، وتقوم بأفعال لا تتخيل أن تفعلها - ولو في شهر- ، وحينها تبدأ في معاهدة نفسك في أنك لن تعود إلى هذا التأجيل مرة أخرى، وأنك عزمت على ذلك عزما أكيدا !!

حقيقة.. أنا لم أكتب هذا المقال لأخبرك عن هذا النوع من الدروس في الحياة !! فلابد أنك جربت ذلك مرارا ولعل آخرها اليوم في مباراة مصر والجزائر .. حينما نعلن مبدأنا العام ( ليه نتأهل مرة واحدة .. طالما ممكن نأجل ؟ ) !!
ولكني سأصف لك ما تعلمته اليوم ..
أنا من عائلة .. رباني والدي على أن مباريات كرة القدم، ضرب من تضييع الوقت، وأن علينا ألا نتعلق بها .. فنحن مجرد متفرجين .. إنما المستفيد منها هم من يلعبون ! ويعبر عنها بكلماته : ( طب هما دول شايفين شغلهم – اللي هوه اللعب – شوف انته كمان شغلك !! ) .. لذلك فعليك أن تتعجب عندما تعلم أن البيت كله اليوم بما فيه أبي وأمي وأخواتي كانوا يشاهدون المباراة ! ( أخويا ما اتفرجش وكان بيدعي إن مصر ما تفوزش !! )

كانت نظرتي على المباراة نظرة أداء فقط، لأني لا أفهم في التكتيك الذي يتلكمون عنه ! رأيت مباراة هزيلة بعد أن توقعت أن المباراة ستكون قوية جدا بعد الهدف الأول المبكر ! لكن المباراة كانت على صفيح ساقع !
المهم أني تلقيت بعض الأسئلة من أختي الصغيرة ذات التسع سنوات، والتي أعتقد أنها لأول مرة تشاهد مباراة كرة قدم في حياتها !!
= أحمد ؟ هوه مصر الأخضر ولا الأحمر ؟
- الأحمر يا سمية !
= والجزائر ؟
- الأخضر !!!!
= مين دا ؟؟
- دا المدرب بتاع مصر !
وبدأت أمي تشرح لسمية .. تفاصيل عن المباراة ! وأن على اللاعبين أن يدخلوا الكرة بين ( الخشبتين )
= هوه دا أبو تريكة ؟
- آآآآآآآآآآه !
= هوه الحضري دا اللي كان عامل المشكلة ؟
- أنا عامل عبيط !! مشكلة إيه يا بابا ؟
= مش هوه دا اللي كان عاوز يحترف بره ؟؟
- آه هوه ... و ف سري .. انته بتجيب المعلومات دي منين .. ما انته شاطر أهوه 
= أحمد .. هوه دا الحكم بتاعنا ولا بتاعهم !!!!!
- سمية .. دا الحكم بتاعنا !!!
= أمال بتاعهم فين !!
- ما تصدقيهوش يا سمية .. دا الحكم بتاعنا وبتاعهم !! لازم يبقى حكم واحد.
= محمد يتدخل وهو بيدعي على المنتخب القومي .. يا رب ما يكسبوا .. دول تلاقي كل واحد منهم بعد الماتش ياخدله مليون .. مليونين جنيه !! على إيه !! يا رب نتغلب !!
- ليه بس كدا ؟؟ ما احنا كسبانين واحد أهوه ؟؟
- يا بابا احنا لازم نكسب تلاتة صفر عشان نتأهل لكاس العالم !!
- تلاااااااته ؟؟ وكل دا عشان نتأهل بس ؟؟
الحمد لله البيت بدأ ينااام واحد واحد .. وعلى وسط الشوط التاني .. محدش كان بيتفرج غير أنا وأختي ..
الحمد لله انتهت الأسئلة .. ابدأ أتفرج على التهجيص الكروي !!
حتى أنت يا أبو تريكة !!

ولكن يكفيني أني تعلمت اليوم .. ألا أتفرج على الماتش ف البيت مرة أخرى !!

هناك تعليقان (2):

أم سعيد يقول...

الله ينور عليك ياأبو حميد ضحكتني
حسستني اني في البيت بالظبط من زمان الاحساس ده ماجاليش الله يبارك فيك بس كويس ان النور ماقطعش ولا كان الناس موتوا السيد زوزو بس غربيه ان بابا يشوف المباراه بس بابا زي ما هوه زكر ف الاخر كالعادة

أحمد عمارة يقول...

هههههههههه الله يهديكي يا أم سعيد