اسمعني بس ..
أحد خصال الشعب المصري التي لا يستطيع الاستغناء عنها : هي أنه يستطيع أن يحدثك عن أي شيء في الكون، بل ويحاول إقناعك أنه خبير فيه فعلا !!
هذه الخصلة تزيد مع أحد هذين الأمرين : الدين والطب، لا أعلم لماذا هذين بالتحديد ؟ مع أنه هكذا يقترب من المنطقة الخطرة !!
لعلك تكون في قمة انشراحك عندما يأتي أحدهم ليحدثك عن الطب – وهو لا يعلم أنك طبيب – ويخبرك بأن فلان الفلاني الذي حدثت له الحادثة، فقد قدرته على الكلام لأن (المنطقة الخلفية) من المخ التي أتت فيها الصدمة هي مركز الكلام في المخ ! وأنه يحتاج إلى فترة كي يستعيد قدرته على الكلام، مع مزيد من المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا والفيروسات !
عندها عليك ألا تخبره أنك طبيب، ولكن عليك أن تتمالك نفسك فقط، لأنه سيخبرك بعدها أنه قرأ هذه المعلومات في أحد المجلات التي طالعها عند الحلاق وهو ينتظر دوره، وقد ناقشها مع حلاقه المفضل، فالحلاق كان حلاق صحة ويفهم في الطب أكثر من أي دكتور !!
ولعلي الآن أذكر أحدهم وهو يخبرني عن تجربته في علاج البرد :
عندما جاءه البرد، ولأنه يخاف على صحته، قرر طبعا أن يذهب إلى الصيدلية! ليأتي – لنفسه- بالدواء الناجع، أخذ شريط ( الستريم ) من الصيدلية، وعاد لبيته ليأخذ الجرعة التي يراها مناسبة له، حتى يعجل لنفسه بالشفاء، أخذ حبتين من الشريط، وبعدها بساعة أخذ حبتين أخريتين .. لاحظ بعضها بعض البثور التي بدأت تظهر على جلده، ولاحظ أن شفته انتفخت!
حينها أخبره تفكيره أن هذا الدواء ناجع جدا، وأن ( الستريم ) ( نطر البرد من جسمه ... وطلع البرد ف شفته ) !!
وبعدها بشهور ... أصيب بالبرد مرة أخرى، فذهب ليأخذ علاجه الذي اكتشفه وحفظ اسمه ! ذهب إلى الصيدلية ليأتي بالستريم المفضل قاتل البرد .. وأخذ جرعته المعتادة .. حبايتين من الستريم، وبعدها لاحظ البثور الحمراء على جسده، وانتفاخ شفتيه، وكذلك انتفاخ عينيه .. حينها تأكد له أن الموضوع ليس من قبيل الصدفة .. بل إن هذا العلاج فعلا طارد للبرد فعلا !!
لذا قرر أن يأخذ حبتين أخريتين منه !! حينها وجد أن البثور والانتفاخات قد زادت !!
حينها قرر في النهاية، أن عليه أن يذهب للطبيب ! وحينها علم أن لديه حساسية من السلفا ( الموجودة في الستريم ) !!
كثير من هذه القصص يتكرر كل يوم .. لكن يظل مهما أن تعلم: أن عليك أن تسأل مجرب وما تسألش الطبيب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق