كان الأمر غريبا ( كل ) الشيء .. وليس ( بعض ) الشيء كما يقولون ! وقامت مشاجرة بسيطة كنت أول ضحاياها .. واستلزم الأمر بعض الغرز في رأسي !
هل لأن لديك معارف في ( قسم الشرطة ) تستطيع أن تفعل كل هذا ؟!
استولوا على الأرض لمدة عامين ! نصبوا لهم ( عِشة ) في الأرض .. وظلوا فيها لمدة السنتين ! وفي الليل يكون موعد ( البانجو ) المفضل لهؤلاء الرعاع ! كل هذا لأن الموظف المصري ( ليس كلهم بالطبع ) يستطيع أن يصدّق على أي شيء تقوله مقابل دريهمات تتناسب مع هذا الشيء ! الأرض ( المحتلة ) لانملكها كلها، ولكن هناك جزء منها اشتراه مشتري من سنوات .. والغريب أنه يذهب ليتفاوض مع هؤلاء اللصوص أن يعطوه أرضه مقابل أن يشهد معهم في المحكمة أو أن يقف في صفهم ! قد يكون الإرهاب الذي فعلوه ببلطجتهم قد جعل هؤلاء الناس يخافون، ويحاولوا استرضاء المجرمين بأي طريقة. الموضوع استمر لمدة سنتين من العناء في أروقة المحكمة .. لدرجة أننا كنا نمزح مع أبي ونقول له : " المفروض يدّوك مرتب على إنك بتروح المحكمة كل يوم زي الموظفين " !
مجموعة من المحتلين تغتصب الأرض بالقوة .. بإرهاب الناس، ولذلك لم يعد غريبا عليّ أن أصدق المال يعمي الإنسان لهذا الحدّ، وكذلك عندما أسمع أن بعض الناس – وعددهم قليل – في فلسطين قد باعوا أراضيهم لليهود، من أجل أن يعيشوا في أمان .. لو لاحظت ( هرم ماسلو للحاجات الإنسانية ) فستجد أنه بعد أن يشبع الإنسان رغباته الفسيولوجية، يبحث الإنسان عن الشعور بالأمن.
وأتذكر هنا كلمة مارتين لوثر كينج : ( في النهاية، لانتذكر كلمات الأعداء،بل نتذكر صمت الأصدقاء ! )
( In the end, we will remember not the words of our enemies, but the silence of our friends )
والشيء الثاني : أن الأمر أكبر من أن يكون صراعا على المال .. ولكنه المبدأ ( ليس كل التسامح خير ) وكما في الحديث (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن سرق من الأرض شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين ) (سنن الدارمي، صحيح البخاري، صحيح مسلم، كتاب السنن الكبرى، سنن الترمذي، مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد، مسند الإمام أحمد، مسند البزار، مصنف عبد الرزاق)
وأختم بكلمة أستاذي الدكتور أحمد خالد توفيق :
" ليست مشكلة الحياة أنها كريهة لا تطاق .. المشكلة أنها كان يمكن أن تكون أفضل بكثير "