السبت، 8 نوفمبر 2008

إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة

قَـلـبي ... يَـنـبُـض

" إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة "

هكذا قال صلى الله عليه وسلم ... لعلك أيها الأب وأيتها الأم تحسُّ وتحسِّين بهذا الحديث الشريف ... فحولنا أناس كثيرون نعرفهم بدرجة قوية ولكن وقت الشدة لا تجد بجوارك إلا النذر اليسير منهم ... لا تجد من تعتمد عليه ...
ولك تعلم أن هذه صورة مصغرة مما يحدث في الوطن الإسلامي الكبير ؟

فنحن نعيش في أزمة غياب قيادات وبالتالي غياب قُدوات ..
ولكن أنت تعلم وأنا أعلم .. أن هناك سيلا من العواطف والأحاسيس والمشاعر ينحدر بقوة من أبنائنا ... فإما أن يجد طريقا رائقا عذبا يسير فيه ( وهو ما فُطِر عليه ) .. و إما أنه إنما يجد نفسه يتجه بها في حيث لا يحب أحد.
فها هي 10 نبضات قلبية ، علّها أن تمس حياتكم ... ولعل واحدةً من هذه النبضات تكون نبضة يتحرك بها قلب ابن من أبنائكم فتسري منه الحياة في جسد الأمة المقعد ..

أول نبضة : هل تجلس مع أولادك ؟ هل تعرف قدراتهم ؟ هل تعرف مواهبهم ؟ هل تعرف فيمَ يفكرون؟ هل تتحاور معهم فيما يحلمون به ؟ هل توجههم في أهدافهم بالحوار والمناقشة أم بالإجبار ؟
فجلسة أسبوعية منزلية تجمع أفراد العائلة ... سوف تفعل الأعاجيب ..

النبضة الثانية :الصاحب ساحب ... وقل لي من صديقك أقل لك من أنت ...
أريد منك أن تحاوره بهدوء عن كيفية اختيار أصدقاؤه ... وكيف يتعامل معهم ؟ ومن هو الصديق الحق ؟

النبضة الثالثة : كن قدوة عملية لولدك ... فهي أقوى بمراحل كثيرة عن الكلام.
ففعل رجل في ألف رجل ، أبلغ من قول ألف رجل في رجل .
فلا تعلم إن كان الأب مدخن ، كيف يحرق بدخانه كل ما يقوله لأولاده عن أن التدخين شيء سيء !

النبضة الرابعة : هل يعرف ابنك العمل مع مجموعة أم أنه لا يمكنه ؟
سلوك العمل كفريق ... للأسف سلوك غائب ... يجب أن ننميه في أطفالنا ... فلسنا أصحاب مبدأ " أنا ومن بعدي الطوفان "

النبضة الخامسة : هل جعلت ابنك يتحمل المسئولية ؟
هل وضعته في ظروف تجعله يفكر .. ويفكر .. وانظر إليه كيف ستكون حالته عندما يكون قدر المسئولية التي كلفته بها ...
كيف ستزيد ثقته في نفسه ؟

النبضة السادسة :
هل يعرف ابنك قصة أسامة بن زيد ؟ ومحمد الفاتح ؟ ومعاذ ومعوّذ ؟ وعلي بن أبي طالب ؟
هل يعرف هؤلاء النجوم ؟
كما يقال في النصائح التي كانت تقال لنا "Raise your standard "
( ارفع معاييرك ) فكلما كانت طموحاتك كبيرة ... فإنك بإذن الله ستنجح بمعدلات عالية .

النبضة السابعة : هل تقرأ لأولادك في كتاب للأخلاق ... وتبين لهم كيف كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كانت أخلاق أصحابه رضوان الله عليهم ؟
هل يعرف ولدك كيف أن الإسلام وصل إلى دول شرق آسيا بأخلاق التجار المسلمين الحسنة ؟

النبضة الثامنة : أشرِك ولدك في بعض زياراتك .. اجعله يحس أنه أصبح كبيرا وأنه أصبح رجلا ... قد تشركه في بعض المشاكل التي تواجهها ... استمع لرأيه بإنصات ... شجعه ..

النبضة التاسعة : هل يحصل ابنك على كل ما يتمناه ؟ أم أنك توجهه فيما يريده ؟ وإن كان الشيء ليس ذو قيمة بالنسبة له فإن ما يريده يتأجل إلى أن يأتي الوقت المناسب ؟

النبضة العاشرة : هل تحتفل بالإنجازات والانتصارات التي يقوم بها الابن ؟ هل تعبر له عن سرورك لما حققه ؟ أم أنك تكتفي بالمكافئة المادية ؟
احتفل به ، قد تعمل له معرض يجمع إنجازاته ، وتدعو العائلة ... وهكذا

*****
أرجو أن نعلم أبنائنا أن أخطر شيء يواجهنا في الحياة ليست أهدافنا الكبيرة ( التي لم نستطع أن نصل إليها ) ولكن الخطر الشديد في أننا نضع أهدافا صغيرة نصل إليها فلا نعمل المزيد من الجهد.

هناك 4 تعليقات:

A m A n y يقول...

بأمانة موضوع ممتاز ، وفكر موفق إلى أبعد الحدود .. فكم من طاقة شبابية أهدرت لأنها لم تجد مسلك سليم تنطلق من خلاله ...
وكم من طاقات شبابية تم تفريغها في عالم من الدمار والمعاصي فنجحت في هذا الطريق ، بالرغم من أنها لو إتبعت طريق سليم لنجحت ...
يارب نقدر نسمع غيرنا ويسمعونا
فنكمل بعض بدل مايكون كل شخص في وادي منعزل

غير معرف يقول...

شكرا لمروك المنتظم على كتاباتي ..

وهذا شرف لي

زهرة يقول...

موضوع جميل جدا ومهم جزاك الله خيرا عليه يا دكتور لكن كان نفسي أوصل نقطة جات في بالي ان احنا يمكن متربيناش على كده ويبقى لسان حالنا ياريييييييت!!!
اللي عايزة أقوله بقى ان احنا عايزين نربي نفسنا على دة علشان نعرف بعد كده نربي أولادنا عليه ففاقد الشئ لا يعطيه وياريت لو لينا اخوات صغيرين ندرب نفسنا من دلوقتي والا هنضيع سنين مع أول طفل ونفضل نقول هم ولادنا ليه مش زي الصحابة
وثانيا جزاك الله خيرا على الموضوع الجامد ده

غير معرف يقول...

فعلا يا استاذة زهرة

أنا معاكي في الموضوع ده
وأنا كنت في ندوة عن تربية الأبناء

وسألت المحاضر على موضوع إننا نتدرب على التربية في اخواتنا الصغار ؟؟

قالي آه ومع كده لازم تقرأ كتير في التربية